This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الخميس، آذار ٠١، ٢٠٠٧

هل ستبقى الجمهوريّة؟



ما من شكٍّ أن الهاجس الذي يتملّك عقول اللبنانيين هو المستقبل الغامض… فيقضون الليل ناظرين إلى الخارج، علّهم ينجون بأنفسهم عندما يقرّر الكبار الأجانب عن الصغار المتحكّمين بمصيرهم…
ليس صحيحاً أنّهم شعبٌ يعشق السلاح، ويهوى القتل… لكن ماذا تنتظرون من شخصٍ صُوِّرَ له بأن العدو (اللبناني الآخر!) سيأتي ليقتله تحت جنح الظلام؟ لماذا؟ لأنّه سنّي أو شيعي أو درزي أو مسيحي، أو تابع لفلان من الزعماء، أو حتى لمجرّد تعبيره عن رأيه…
ما السبب؟ تابعاً للسلطة كان أم للمعارضة، السبب هو عدم الإيمان بالدولة وبقدرتها على حمايته وتأمين حقوقه…
الأعتماد على النفس لحماية النفس قديمةٌ قدم البشرية… لكن في القِدَم كانت “بريئة” مندرجة في إطار الصراع على البقاء، أمّا اليوم فهناك من يستغلّها حتى آخر نقطة… فهي انتقلت إلى مرتبة إلغاء الآخرين أو إجبارهم على الإذعان، تنفيذاً لمآرب المحرّض الذي لا أصل له ولا فصل…
السلاح ليس للتخويف والترهيب، فما من أحدٍ يشتري سكّيناً ليضعه على الرفّ بل ليقطع به… ومن ليس في عقله نيّة استعماله ولو واحد في المئة، لما اشتراه أصلاً… لذلك، إنّ موجات التسلّح التي تمرّ أصداؤها مرور الكرام على القنوات الإخبارية، حتى عبر المطار! حيث لا يستطيع واحدنا أن يمرّر حبّة زيتون؟!
كنت لأتمنّى لو أنّ الناس تنزل إلى الشارع وتتظاهر ضدّ التسلّح وحمل السلاح، لا بل وتساعد الجيش في توقيف من يحمل أو يبيع هذا السلاح!
كنت لأحلم في اليوم الذي سيصدر زعماؤنا الصغار أوامرهم برفع السلاح ضدّ الآخرين، فلا تجد كلماتهم آذاناً صاغية!
لكنّ الأحلام تبقى أحلاماً، والحقيقة ما زلنا نبحث عنها… بينما هي واضحة للعيان ونحن نرفض تقبّلها…
طبعاً فبقاء المزارع أهم من بقاء الدولة… لكن يجب أن نعرف أن هذه المزارع لا تنتج كلّ شيء… فسيكون علينا أن نعيش بدون اللبن، أو بدون العسل، أو بدون مياه… وقد يكون علينا أن نحصل على تأشيرة دخول لزيارة الجنوب أو الشمال أو حتى بيروت…
أعرف أنّكم ستختارون المزارع، فهناك يمكنكم عبادة آلهتكم الصغار الفانين الآنيين، المتجدّدين دوماً على قواعد حبّكم للعبودية والخنوع… وانتظار الآخرين ليقوموا بالتغيير عنكم…
عبثاً ولاؤكم بالدم لمن يبيعكم بقشرة بصل، ويتزحلق على وتر الرياح الإقليميّة والدوليّة، العاتية محض صدفة هذه الأيّام…
متى سيكون ولاؤكم بالدم لمن يستحقّه؟ لبنان!
متى ستكونون حرّاساً للجمهورية التي يتوه في كلّ يومٍ آلافٌ من أبنائها… وتضيع هويّتها يوماً بعد يوم…
استفيقوا من الحالة النفسية والتهوّر التي تقودكم إليها الغرائز التافهة…
استفيقوا ليبقى لبنان…

هناك تعليق واحد:

Hussam Zeyada يقول...

http://loghz.blogspot.com/