This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الجمعة، نيسان ٢٨، ٢٠٠٦

جبل الجليد



أفّف فصل الموت الأرض ببرد الحرمان، وقتل الحياة بطلقة الوحدة...
قتلها فولدني...
ثم كبرت وكبرت الى أن رحل... فبقيت شاهداً للفصول الأخرى عن عظمته...
ولكي أسلّم رسالته تركت الجبال ببطئي المعروف... ووصلت الى الوديان، ومنها الى البحار، ثم الى برارٍ أخرى... ورحت أبحث عن المكان الذي أستقرّ فيه...

قالوا لي :
وما هو العنوان، علّنا نستطيع مساعدتك ؟

قلت :
في بلادٍ بعيدةٍ جدّاً... أكون أنا المرآة التي ترى عليها جمالها... وأن يكون فيها من الدفء ما يذيبني... من القوّة ما يكسرني... ومن الحبّ ما يحييني...
بلادٌ أكون أنا الوحيد الذي يروي عطشها... فأحوّل رسالة المصير الأسود إلى أمل...

السبت، نيسان ١٥، ٢٠٠٦

ضمان الهدر


بين مطرقة الموت وسندان الدولة الفاسدة يقف المواطن اللبناني هزيلاً ، منتظراً منّة زعيمٍ أو نائبٍ لينقذه من دفع الفاتورة الاستشفائية الباهظة. من له ظهرٌ تحيد عنه الصاعقة، ومن ليس له ينفق على أبواب المستشفيات. فوزارة الصحة الغائبة إلا عن إغراق البلد بأدوية لا أصل لها ولا فصل، مفلسة، والمخصصات التي كانت تودع في أيدي المعنيين جفّت أو جفّفت… والضمان الصحي قاطعته المستشفيات الخاصة والدولة معاً…
بالتالي حُرم ما يزيد عن تسعين في المئة من الشعب من حق الإستشفاء، بينما حلّل لهم كلّ أنواع الأمراض النفسية والعطب الجسدي…

لن نتكلّم ههنا عن وزارة الصحة التي وفق المنطق، لا يحقّ لها التدخل في دعم مواطنين لتأمين استشفائهم، لكن عن الضمان الصحي الإجتماعي الذي هو المؤسسة المعنية الوحيدة…

يكلّمنا الجميع عن هدرٍ ومزاريب، ولكن لا يقول لنا أحدٌ ما هي الحلول. وهل سيبقى الناس يستعطون كي لا يموتوا …

نريد أن نعرف أين تذهب الضرائب التي ندفع… ونريد أن نعرف من الذي يدفع ومن الذي يمتنع؟… لماذا على الناس أن تدفع اشتراكاً للضمان، بينما يخصم من معاشاتهم ما لا يعرفون؟… لماذا يحرم النواب والوزراء والرؤساء من دفع الضرائب، طبعاً هم ومؤسساتهم، بينما علينا نحن أن ندفع؟ … أين هي الضرائب التصاعدية على أموال الأغنياء؟… أم أنّ الضريبة هي فقط على الفقير المعدم؟…

عليكم أن تعرفوا أنّ هذا الهدر ليس فقط في دوائر الضمان التي تتحمّل جزءً من الكارثة…

تبدأ القصة في عقل اللبناني، الذي يقبل وبكل بساطة أن يدخل المستشفى لإجراء فحوصات… لمجرد إجراء فحوصات… وطبعاً على حساب الضمان… تكتمل بالطبيب الذي يجري فحوصات بدون لزوم، والمستشفيات التي تسجل فواتيرها طلوعاً ونزولاً، وتنتهي بالإدارة الفاسدة والدولة المتغاضية…

ولن يكون هناك من حلٍّ حقيقي إلا بتغيير عقلية الناس أولاً… فما يحرقونه من خيرات الضمان السائبة ليس إلا مالهم وثروتهم القومية… وما يعتبره الأطباء والمستشفيات أرباحاً لجيوبهم ليس إلا خسارة من الناتج الوطني وزيادة في فوائد الدين، وسيدفعونه من جيوبهم ككلّ مواطن… والقييمين على الضمان لن تضمنهم أموالهم إن افلس الوطن…

لكن هل نطلب من الناس وحدهم التغيير، بينما الحلّ الأساسي الذي لا مهرب منه هو سياسة واضحة ودولة حازمة هدفها الإصلاح، لا واحدةً تعتمد الترقيع والحلول الوسطية كي تضمن الهدر…

الثلاثاء، نيسان ٠٤، ٢٠٠٦

كفرنا


على مهلكم، ليس هناك ما يدعو للعجلة... فالاقتصاد بأفضل حالاته، الأمن مستتب، والناس في حالة رخاءٍ واسترخاء...
نشكر الله حقاً أنّه لم يضع تحت إمرتكم هطول الأمطار وشروق الشمس وغيابها، وأنّه حتى اليوم منع فرض الضرائب على الهواء الذي نتنفسه...
أعرف أنّها ليست مشكلتكم، فقد ولدتم ثانويين، صنعكم الوالي المعظّم، وسيّركم على هواه... وأنتم لم تفعلوا شيئاً غير التذلل له، لماذا؟ كي تبقوا ثانويين... طبعاً هذا أفضل من الدرجة الثالثة والرابعة...
استفقتم في الصباح، فأخبروكم أنّ الذي كان يكتب لكم مقالاتكم رحل... فحلّ عليكم الضياع بدلاً من أن يغمركم فيغمرنا الفرح...
نعم... إنّها فترة إنتقالية صعبة... وتعلّم القراءة والكتابة صعبٌ في هذه الأوقات...
لكن ماذا أقول لمن ينتظر مكالمة هاتفهية قبل أن يأخذ قراراً... طبعاً، ففي مصر والسعودية وسوريا، والولايات المتحدة وفرنسا، يوجد من يهمّه أمر لبنان أكثر منكم!...

تطلقون المواعظ والحكم وتعملون عكسها... تحدّدون مواعيد الخلاص، وهي لم تصدق يوماً لأنّها على الطريقة اللبنانية...
مختلفون في الشكل، لكنّكم متفقون في المضمون... فالكل مع الحرية والسيادة والإستقلال... الكلّ مقاومة... الكلّ مع كشف الحقيقة... الكلّ مع رحيل فخامة الرئيس... الكلّ مع الإصلاح... الكلّ مع عدم التدخل الأجنبي...
ونحن نتنعّم... فالحرية سائبة تصل حدّ السباب... السيادة تنتظر أجوبة أقمار التجسّس... والإستقلال ليس ناجزاً... والمقاومة تقاتل مؤامرات تحاك في الأفق، بينما العدو موجودٌ فينا... والرئيس باقٍ لأنّ البديل الجديد مخيف... ولنرى الإصلاح ننتظر ولادة الحشائش... ماذا بعد؟! وقف التدخل الأجنبي؟... هذه آخر النكات...

كفى... لقد كفرنا بهذه المهزلة... بهذا الاستهتار... بهذا الاحتقار... بهذه الأنانيّة والآنيّة...

فهذا الربيع الذي قرعنا له الطبول لم تحبل أزهاره، لا بل سقطت في مهدها... لماذا؟! لأنّكم خفتم من الآتي، ففضلتم قوانين الماضي المظلم والظالم...

كفى... نحن لسنا صغاركم... ولا نحن مشاهدين أو مشجعّين لمسرحياتٍ، هي عيبٌ على حضارتنا وثقافتنا...

كفى... فأرزاقنا بارت بقسمتكم وأقسامكم ...

كفى... فنحن لسنا لا أبيض ولا أسود ، لا أحمر ولا أخضر، ولا أصفر ولا أزرق... بل علمٌ واحد لكلّ لبنان...

كفى... كفى إهانات... كفانا حقداً على بعضنا البعض بسبب شعاراتكم المتناقضة، بينما أنتم جالسون سويّاً لتشربوا نخب موت الوطن