This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الجمعة، شباط ٢٤، ٢٠٠٦

حلم… هل يتحقّق؟


لا نفتقر كشعبٍ لبناني إلى أيّ شيء… ففينا فلاسفة العصور، وحكماء السياسة، ودواهي المصالح… لكن ما نفتقر له هو إيماننا بأنّنا أحرار ومستقلين… إيماننا بوطنٍ واحدٍ أحد لا بديل له…
نعم، فلاسفتنا الأحرار يقيّدهم خوف الموت، فيدورون ويدورون في حلقاتٍ مفرغة لا نهاية لها… وحكمائنا يتلهون عن الهدف الحقيقي بإسقاط بعضهم البعض… أمّا الدواهي فيآمرون بينهم وبين نفسهم على مصلحة آنيّة فانية…
هل طرح زعماؤنا يوماً على نفسهم سؤالاً: لماذا أنا مسؤول؟ عن ماذا أنا مسؤول؟ ما هي وظيفتي؟…
هل يؤمنون بأنّ “الرئاسة تكليف وليست تشريف”… وبأنّهم ليسوا ملوك طوائف…
متى سيأتي اليوم الذي يكون فيه الرئيس ميشال عون زعيماً بلا منازع للدروز والسنة؟… متى ستكون أصداء خطابات السيد حسن نصرالله أقوى عند الموارنة والأرثودوكس؟… متى سيكون الأستاذ وليد جنبلاط زعيماً شيعيّاً؟… متى يصبح الشيخ سعد الحريري قائد الضاحية الجنوبية؟… هل سيأتي يومٌ يصبح فيه الأستاذ غسان تويني فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية لأنّ فيه كلّ صفات الرئيس؟… (مع الاعتذار مِن كلّ مَن لم يُذكر إسمه)
ماذا ينقص كلّاً منهم من القوة والذكاء، والخبرة والحنكة التي يقلّ نظيرها في قادة الدول الأخرى؟…
متى ستصبح خدمات القائد لكلّ الشعب وليس فقط لتياره وحزبه وطائفته؟…

أنا أؤمن وأعرف أنّ كلاً من قادتنا يؤمنون بلبنان، ويحبّونه ، ومستعدون لتقديم الغالي والنفيس من أجله… لكن، كلّ على طريقته، وحسب وجهة نظره التي هي بطبيعة الحال مناقضة لوجهات النظر الأخرى، والتي ستبقى كذلك إن ظلّ كلّ واحد يفكر بمصالح من ورائه، وليس مصالح كلّ الشعب الذي يقف أمامه…
ألا تحسّوا بأن هذه القسمة تستنزف مقدرات الوطن… وأمننا القومي الذي وكّلتم به حضراتكم لم يعد موجوداً…
ألا تعرفون أنّه شئتم أم أبيتم، شاء العرب والغرب أم أبوا، نحن شعبٌ لبناني واحد، وسنبقى…

أرجوكم التوقف عن التراشق بالاتهامات والمزايدات… أرجوكم تجميع قواكم للنهوض بالوطن إلى العزّ والسلام، بدل صرف جهودكم وجهود مستشاريكم لتفنيد أخطاء بعضكم…

نعم أرجوكم وأدعوكم لحوارٍ صامت على أعلى قمّةٍ في لبنان… فهناك يا قادتنا الأعزاء عندما تنظرون إلى أسفل، لن تستطيعوا التمييز بين القرى الشيعية والسنيّة والمسيحيّة… بل الكلّ الكلّ لبنان…
من فوق ستعرفون قيمة الأرض التي تفرّط فيها قسمتكم…
من فوق يا قادتنا الأعزاء تسمعون صوت المآذن وأجراس الكنائس وهي تأتي من كلّ صوب، فلا تعرفوا إن كان جورج قد قال اللّه أكبر أو علي هو الذي تضرّع للمسيح… بل الكلّ الكلّ صلاة…
نعم… تحاوروا بالصمت… ولا تنظروا في عيون بعضكم بل أنظروا إلينا وإلى مستقبلنا…
نعم… تحاوروا بالصمت… وعودوا إلينا واحداً، حاملين بأيديكم حجر الإستقلال الواحد…

الأحد، شباط ١٢، ٢٠٠٦

رسالة من ابن مزارع


لطالما سرت بين الربى والوديان ناظراً الى الأرض أمّاً معطاءً، نعتني بها فتغدق علينا من خيرات السماء… وحفظت عيناي صور الخضار والنضارة والمواسم… أمّا اليوم فأرضنا جرداء… الفلاحون القدامى طواهم التراب وأما الفلاحين الجدد فقد هجروا حقولهم… وصارت بلاد اللبان أطلالاً لأثلامٍ حفرها ثورٌ وزند مزارع…
لماذا؟…
نحن ترعرعنا على محبة الأرض… لكنّهم حاربونا منذ البدء…
قالوا أنّ اقتصادنا هش… متعلق بالسياحة فالأمن… لكن الزراعة ثابتة فحاربوها… حاربوها حتى قضوا عليها…
علّتهم الوحيدة كانت أنّه ليس هناك من تصريف للإنتاج وهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا…
فهم الدولة وليس نحن…هل تشكي لنا الدولة همومها أم نحن الذين يجب أن نشكي همّنا؟…
لماذا هم مسؤولون؟ اللوجاهة وتخويف الناس؟…
إتهموا العلاقات المميزة مع السوريين… فما يكاد إنتاجنا أن يظهر حتى تسبقه إلى أسواقنا منتجات الغير، سوريين كانوا أم أردنيين أم مصريين…
حتى سوقنا ليست لنا…أيعقل؟ نحن من يرزخ اقتصادنا تحت الديون؟ نحن من نتدين من الناس ومن البنوك كي لا تسقط أعمالنا…
لا نريد دعماً منكم، بل نريد تسويق إنتاجنا ومساعدتنا على بيعه… نعم تصريفه وليس عرض أسعار مغرية لشراء أرضنا من قبل الشركات والأسماء المشبوهة…
اليوم، والدولة الفتية… أو التي تقول أنّها كذلك… والتي يتبجّح سياسيوها بأن الوقت لم يحن بعد لدراسة الأوضاع الإقتصادية… سؤال… لماذا لم يحن بعد؟
وإن لم يحن بعد، فمن هو صاحب هذا العرض لمزارعي الدواجن الذين خرّوا تحت وطأة هذا المرض (انفلونزا الطيور) الذي لم يدخل إلى بلادنا حتى اليوم (حمداً للّه) إلا عبر وسائل الإعلام التي قامت بنشره دون توعية الناس، فسقطت أسعاره إلى أدنى المستويات ( ما يفقد المزارع ما يزيد عن خمسمائة ليرة في الكيلو الوحد من سعر الكلفة) أضف إلى ذلك إختناق الأسواق بعد إقفال المعابر الحدودية ومحدودية التصدير إلى العراق…
عرض الحكومة أيها السادة ( لا نعرف إن كان هذا عرض الحكومة أم عرض شركاتٍ خاصة كبيرة لتربية الدواجن، عينها منذ البدء على الكار، وتريد السيطرة على قوة السوق باستكرادٍ واحتكار) هو، ولأنّه ليس لدينا سوق التصريف لأننا ننتج كميات كبيرة، إحراق ما يعادل نصف عدد الدواجن عند أصحاب المزارع مقابل دولارين ثمن كل دجاجة…
طبعاً هذا عرضٌ مغرٍ للمزارعين الذين يخسرون يومياً من رأسمالهم…
هل هذا هو حلّك أيتها الدولة؟…
من السبب؟ إسرائيل؟ سوريا؟ العرب؟ الأجانب؟…
هل تنتظرين مبادرة من الخارج لتنقذينا؟
هل أنت فعلاً دولة تريد أن تثبت نفسها للبنك الدولي وأنت مديونة بالقضاء على إنتاجك؟…
إعلمي أنّنا نعتبر عملنا اليومي ناتجاً قوميّاً لبنانيّا بغض النظر عن ربحنا وخسارتنا…
واعلمي أننا لن نقبل بتلف باب رزقنا الذي ورثناه عن أجدادنا مقابل المال، حتى ولو اضطررنا أن نطعم طيورنا من عشب الحقول…

طائر السنونو والبرد


قال السنونو:
لماذا تلاحقني وكأنّي طريدتك الوحيدة ؟
ألم تجد غيري ضعيفاً لتستقوي عليه ؟
أليس لك أحد غيري لتدخل أحلامه في أيّام الصيف ؟
ألا يوجد في فكرك إلاّ أنا كي تثير حزنه ؟
لماذا لا ترحل عنّي ؟
الا يكفيك طردي من منزلي ومن أرضي ؟
ألا يكفيك إجباري على العيش في مكان لست لا منه ولا له ؟
لماذا تبعتني إلى هذه الأرض الغريبة ؟
هل لتقول أنّك نادم أم لتعذّبني وتطردني من جديد ؟
فقال البرد :
أنا من قتل بلادك بقوّته ،
أنا من يعرف أنّها اليوم عادت إلى الحياة لأنّي تركتها .
فقال السنّونو :
ولماذا تقتل بلادي ثمّ تتركها فتقوم من بين الأموات ؟
قال البرد :
إنّي أجرّب سكّان بلادك ..
قال السنّونو :
وكيف ذلك ؟
قال البرد :
إنّ من يخافني من أمثالك يرحل فوراً ما إن يراني ،
أمّا الأقوياء الذين لا يهابوني يقفون في وجهي طيلة فصل الشتاء حتّى أكلّ من مصارعتهم ،
إنّ كلّ هدفي هو التميّيز بين الجديرين باسم مواطن وبين من هم غير كذلك ..
فقال السنّونو :
إن كنت أنا من ولدت في هذه الأرض وبيتي في هذه الأرض لست مواطناً فمن يكون كذلك ..
قال البرد :
تلك الأرزة على سفح الجبل ، تلك الّتي لم يستطع أحد أن يهزّها من مكانها ،
لم يستطع أيّ أحد مهما بلغت قوّته .
فقال له السنّونو :
حتّى أنت !
قال البرد :حتّى أنا...

الأحد، شباط ٠٥، ٢٠٠٦

“صحّ النوم”


كأن الكفر بالله محلّل والكفر بالأنبياء لا… أو كأنّ ما تسمعوه اليوم شيءٌ جديد…
كأنّ من طال بحريته محو اللّه من الوجود لم يحذف معه كلّ الأنبياء، ولم يضرب عرض الحائط بإيمان الملايين…كأنّ من تتعاملوا معهم غير ماديين، هم من ليس لهم من سببٍ للاعتذار إلا أسباب إقتصادية بحتة…
أتذكرون كيف أهين المسيح؟ وكيف صوروه مغايراً للحقيقة… لم يكن وقتها مجرد كاريكاتور بل كتب وأفلام…
لكنّي لا ألومهم لما فعلوا…
لماذا؟
لأنّها هي الصورة التي يراها الغربي عنّا… لأن هذا هو ما يعرفه عنّا…
نحن إرهابيون…
كلّنا إرهابيون…
ماذا تريد أن يرسم كاريكاتوري وهو يحسّ في قرارة نفسه بخوفٍ على حياته بينما يركب الحافلة أو القطار وهو متوجهٌ إلى عمله؟…
هو يرى أنّ لديه الحضارة والأمن والسلام، ويرى بالعين الأخرى البرابرة المتشددين القادمين من الشرق يريدون محو هذه الحضارة…
لكن هؤلاء الذين يتغنون بالحرية لا يروا أكثر من أمام أعينهم…
فلو كنت مكانهم لرسمت بدل النبي محمد (صلعم) رؤساء بلادهم وهم يحملون في رؤوسهم القنابل الموقوتة ضد شعبهم…
فليس النبي محمد (صلعم) ولا غيره من الأنبياء هم من دعموا أنظمتنا القمعية الغير مستقرة… فلم نجد من مجالٍ يشفي جراحنا إلا التشدد الديني…
وليس النبي محمد (صلعم) ولا غيره من الأنبياء هم من استعمرونا وسرقوا خيرات أرضنا ولا زالوا…
وليس النبي محمد (صلعم) ولا غيره من الأنبياء هم من يتدخلون باقتصادنا وحياتنا اليومية…
وليس هم من يغضون الطرف ظلماً عن موت إخوتنا في فلسطين والعراق…
هل بحث سكان هذه الدول عن السبب الذي قد يدفع أحدهم أن يأتي من بلاده ليفجر نفسه في بلادهم دون أن يعرفهم من قبل؟…هل فكروا يوماً ماذا ستكون ردة فعل من يرى بأم عينيه موت عائلته؟…
هم أيّها الإخوة ينتفضون لحريتهم في أن يقولوا ما يشاؤون… ونحن ليس لنا الحرية أو الحق بالحياة…

فمن استفاد ومن خسر؟
أصبحت اليوم وبفضل غبائهم المحرر حجةٌ أكبر لمجاهدين…لا بل أصبحت أعدادهم أكبر…
هم خسروا المال ومحبة الناس، وأعطوا وقوداً للأصولية النامية في المنطقة وصار الشرخ أكبر بين الشرق والغرب…

وأنتم أيها العرب: لكم أقول “صح النوم” متمنياً من اللّه تعالى ألا تكون صحوة الموت…وأخيراً توحدتم حول قضيةٍ واحدة، كانت موجودةً أصلاً…
د. ساسين ميشال النبوت

الجمعة، شباط ٠٣، ٢٠٠٦

الاستقرار والانهيار...


النظام، كلمة تكاد لا تفارق أفواه مذيعي الأخبار ولا أقلام الصحفيين، ونحن نمرّ بقربها كلّ يومٍ مرور الكرام. قاموسياً فهو يعني: ما يسيّر، أو ما يدير، أو ما ينسق، أو ما يقود... ومن صفاته اللغوية: القيادة، السيطرة، التنسيق، الإدارة، التعاطي، التطور، التأقلم... والأنظمة العالمية الحالية مقسّمة بين ديموقراطية، إشتراكية، ديكتاتورية، رأسمالية ،راديكالية وملكيّة.
من يركّز قليلاً في المعنى يعرف على الفور أنّ النظام يسيّر ويدير، ينسق ويقود. ولا يمكنه أن يكون واحداً من المعاني لوحده... ما أقصده هنا هو النظام المثالي. فالنظام الذي يسيّر فقط هو الديكتاتوري... والذي يدير فقط هو مجرّد تكنوقراط... الذي ينسق ويتطور هو الديموقراطي... والنظام الذي يقود هو من يملك كلّ هذه الصفات...
ومن يمعن النظر في أنظمتنا العربية يجد أنّ فيها حفنةٌ صغيرة من كلّ ما ذكرت، وتكون صفاتها حسب الحفنة الأكبر حجماً. وطبعاً السيطرة هي الأكبر عند الأكثرية...
قد يكون فيها بعض مظاهر الديموقراطية... لكنّها تبقى مظاهر... فهي كذلك فقط يوم الإنتخابات... فما من شكّ في صدقية الإنتخابات في العدد الأكبر من هذه البلدان... لكن هناك شك في ظروف الإنتخابات، أكانت شعارات أو تحمية طائفية أو شراء مفاتيح إنتخابية أو شراء الناس عبر الضغط الترهيبي أو الترغيبي (المال)، ناهيك عن استغلال حلقة الفقر المفرغة التي أغرق بها النظام شعبه...
هي إشتراكية في بعض زواياها... لكنّ المشتركين فقط هم الطبقة الفقيرة العاملة... وهي لا تنطبق على البكوات...
هي رأسمالية فقط بأشخاصها الحاكمين... طبعاً فالمال هو حارس الكراسي وتاجرها... لكنّها تفتقد إلى هدف التطور، بهدف إبقاء الناس في الحلقة المميتة...
هي ديكتاتورية لأنّها تستأثر بالسلطة دون أخذ آراء الناس واعتبار أنّ كل ما يقولوه خيانة وتآمر...
هي راديكالية لأنّ تنوّع الطوائف المطعّمة بالطائفية العمياء ينفي الوطن ويفتح آفاق أطماع التوحّد الذاتي والتقسيم... ويغيّب عادةً مبدأ الوطن أو يسحب من التداول في الأوساط الجماهيرية... لأنه هو الحل الوحيد للحلقة المفرغة...
هي ملكية لأنّ الحكم يرتكز على شخصٍ واحد دون سواه... ولا يمكن للشعب مجرد التفكير أنّه سيموت يوماً لأنّ ذلك سيعني موت الوطن... لكن ما إن يموت يتفاجأ الجميع بابنٍ محضّر في مكانٍ ما ليحلّ مكانه... وتحلّ الفرحة... فيموت الملك ويحيا الملك... والناس يزداد فرحهم لأنّ أذهانهم ثقيلة، ولا يمكنهم تحمّل فكرة تغيير إسم قائدهم المبجّل...

جميلٌ جداً تنوّع أنظمتنا... فهي نسخة طبق الأصل عنّا... فنحن لا نعرف معنى النظام الحقيقي... نحن نلوم أنظمتنا العظيمة على ذلك، لكننا في الحقيقة يجب أن نلوم أنفسنا... وأذكر هنا هذه الكلمات المبجلة: كما تكونون يولّى عليكم...
فنحن أشخاصٌ فاسدين، ولا يمكن لنا الاستمرار إلا في أنظمةٍ نتبادل معها الخدمات... "أبيعك ما تريد مقابل صمتك عن أخطائي"...
نحن أشخاص نحبّ الذل... ونحبّ أن نحني رؤوسنا أمام عظمائنا الحكام... فإن بصقوا في وجهنا نعتبرها بركة... إن نكّلوا بنا فهذا لمصلحة الأمن القومي... إن سلبوا حقوقنا نشكرهم لأنّنا أصلاً لا نستحقها...
هل فكر أحدكم يوماً ماذا يحسّ قادتنا عندما يكون الناس راكعين عند أقدامهم لطلب وظيفة هي أصلاً حقٌّ لهم... يحسون أنهم آلهة زمانهم... يتحننون بنظرة إلى المساكين... ولا يقومون بعملٍ إلا ليراهم التعساء... يغدقون على واحدٍ ويحرمون مليوناً... طبعاً فليس لديهم الوقت لأمثالنا نحن الحثالة... فننتظر كذلك الكسيح المسكين الذي لم يستطع الوصول إلى البركة ليشفى لأنّ هناك من يسبقه دوماً عندما يحرّك "الملاك" الماء فيها...
قد يكون لنا قلب... لكن ليس فينا من فكر... تقودنا العاطفة والعصبية... فيدفعونا أمواجاً بأيّ جهةٍ يريدون، ويجعلونا نتلاشى ونختفي بمجرد وصولنا إلى أي برّ، إذ يجب ألا نرسو أبداً...

هل فكر أحدكم يوماً ما يخيف النظام وما يجعله قوياً؟... هو حضراتكم أيّها السادة... فهذه الأنظمة الهشة تخشى دوماً أن يستفيق أحدكم من سبات الشعارات التافهة والوطنية الزائفة والطائفية المسمومة، ليقلب الدنيا على رأسهم... وهي ترفض دوماً الاعتماد عليكم رغم أنّكم قوّتها الوحيدة الحقيقية... لا بل تبقى دوماً في حالة عداء طوعاً أو قسراً، غير عابئةٍ بما قيل: "لو دامت لغيرك لما آلت إليك"...
فماذا يخشى النظام إن كان شعبه كلّه نظام؟... لماذا يخاف النظام إن كان لخدمة شعبه لا لخدمة مصالحه الشخصية ومصالح عواصم القرار؟... لماذا عليه أن يستجدي دولاً أخرى لاستقراره أو انهياره؟... من ذا الذي جعلها دول قرار غير جهلنا وأنانيتنا وآنيّتنا؟...

د. ساسين النبّوت
http://www.kadmous.org/