This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الأحد، شباط ١٢، ٢٠٠٦

رسالة من ابن مزارع


لطالما سرت بين الربى والوديان ناظراً الى الأرض أمّاً معطاءً، نعتني بها فتغدق علينا من خيرات السماء… وحفظت عيناي صور الخضار والنضارة والمواسم… أمّا اليوم فأرضنا جرداء… الفلاحون القدامى طواهم التراب وأما الفلاحين الجدد فقد هجروا حقولهم… وصارت بلاد اللبان أطلالاً لأثلامٍ حفرها ثورٌ وزند مزارع…
لماذا؟…
نحن ترعرعنا على محبة الأرض… لكنّهم حاربونا منذ البدء…
قالوا أنّ اقتصادنا هش… متعلق بالسياحة فالأمن… لكن الزراعة ثابتة فحاربوها… حاربوها حتى قضوا عليها…
علّتهم الوحيدة كانت أنّه ليس هناك من تصريف للإنتاج وهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا…
فهم الدولة وليس نحن…هل تشكي لنا الدولة همومها أم نحن الذين يجب أن نشكي همّنا؟…
لماذا هم مسؤولون؟ اللوجاهة وتخويف الناس؟…
إتهموا العلاقات المميزة مع السوريين… فما يكاد إنتاجنا أن يظهر حتى تسبقه إلى أسواقنا منتجات الغير، سوريين كانوا أم أردنيين أم مصريين…
حتى سوقنا ليست لنا…أيعقل؟ نحن من يرزخ اقتصادنا تحت الديون؟ نحن من نتدين من الناس ومن البنوك كي لا تسقط أعمالنا…
لا نريد دعماً منكم، بل نريد تسويق إنتاجنا ومساعدتنا على بيعه… نعم تصريفه وليس عرض أسعار مغرية لشراء أرضنا من قبل الشركات والأسماء المشبوهة…
اليوم، والدولة الفتية… أو التي تقول أنّها كذلك… والتي يتبجّح سياسيوها بأن الوقت لم يحن بعد لدراسة الأوضاع الإقتصادية… سؤال… لماذا لم يحن بعد؟
وإن لم يحن بعد، فمن هو صاحب هذا العرض لمزارعي الدواجن الذين خرّوا تحت وطأة هذا المرض (انفلونزا الطيور) الذي لم يدخل إلى بلادنا حتى اليوم (حمداً للّه) إلا عبر وسائل الإعلام التي قامت بنشره دون توعية الناس، فسقطت أسعاره إلى أدنى المستويات ( ما يفقد المزارع ما يزيد عن خمسمائة ليرة في الكيلو الوحد من سعر الكلفة) أضف إلى ذلك إختناق الأسواق بعد إقفال المعابر الحدودية ومحدودية التصدير إلى العراق…
عرض الحكومة أيها السادة ( لا نعرف إن كان هذا عرض الحكومة أم عرض شركاتٍ خاصة كبيرة لتربية الدواجن، عينها منذ البدء على الكار، وتريد السيطرة على قوة السوق باستكرادٍ واحتكار) هو، ولأنّه ليس لدينا سوق التصريف لأننا ننتج كميات كبيرة، إحراق ما يعادل نصف عدد الدواجن عند أصحاب المزارع مقابل دولارين ثمن كل دجاجة…
طبعاً هذا عرضٌ مغرٍ للمزارعين الذين يخسرون يومياً من رأسمالهم…
هل هذا هو حلّك أيتها الدولة؟…
من السبب؟ إسرائيل؟ سوريا؟ العرب؟ الأجانب؟…
هل تنتظرين مبادرة من الخارج لتنقذينا؟
هل أنت فعلاً دولة تريد أن تثبت نفسها للبنك الدولي وأنت مديونة بالقضاء على إنتاجك؟…
إعلمي أنّنا نعتبر عملنا اليومي ناتجاً قوميّاً لبنانيّا بغض النظر عن ربحنا وخسارتنا…
واعلمي أننا لن نقبل بتلف باب رزقنا الذي ورثناه عن أجدادنا مقابل المال، حتى ولو اضطررنا أن نطعم طيورنا من عشب الحقول…

ليست هناك تعليقات: