This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الأحد، شباط ٠٥، ٢٠٠٦

“صحّ النوم”


كأن الكفر بالله محلّل والكفر بالأنبياء لا… أو كأنّ ما تسمعوه اليوم شيءٌ جديد…
كأنّ من طال بحريته محو اللّه من الوجود لم يحذف معه كلّ الأنبياء، ولم يضرب عرض الحائط بإيمان الملايين…كأنّ من تتعاملوا معهم غير ماديين، هم من ليس لهم من سببٍ للاعتذار إلا أسباب إقتصادية بحتة…
أتذكرون كيف أهين المسيح؟ وكيف صوروه مغايراً للحقيقة… لم يكن وقتها مجرد كاريكاتور بل كتب وأفلام…
لكنّي لا ألومهم لما فعلوا…
لماذا؟
لأنّها هي الصورة التي يراها الغربي عنّا… لأن هذا هو ما يعرفه عنّا…
نحن إرهابيون…
كلّنا إرهابيون…
ماذا تريد أن يرسم كاريكاتوري وهو يحسّ في قرارة نفسه بخوفٍ على حياته بينما يركب الحافلة أو القطار وهو متوجهٌ إلى عمله؟…
هو يرى أنّ لديه الحضارة والأمن والسلام، ويرى بالعين الأخرى البرابرة المتشددين القادمين من الشرق يريدون محو هذه الحضارة…
لكن هؤلاء الذين يتغنون بالحرية لا يروا أكثر من أمام أعينهم…
فلو كنت مكانهم لرسمت بدل النبي محمد (صلعم) رؤساء بلادهم وهم يحملون في رؤوسهم القنابل الموقوتة ضد شعبهم…
فليس النبي محمد (صلعم) ولا غيره من الأنبياء هم من دعموا أنظمتنا القمعية الغير مستقرة… فلم نجد من مجالٍ يشفي جراحنا إلا التشدد الديني…
وليس النبي محمد (صلعم) ولا غيره من الأنبياء هم من استعمرونا وسرقوا خيرات أرضنا ولا زالوا…
وليس النبي محمد (صلعم) ولا غيره من الأنبياء هم من يتدخلون باقتصادنا وحياتنا اليومية…
وليس هم من يغضون الطرف ظلماً عن موت إخوتنا في فلسطين والعراق…
هل بحث سكان هذه الدول عن السبب الذي قد يدفع أحدهم أن يأتي من بلاده ليفجر نفسه في بلادهم دون أن يعرفهم من قبل؟…هل فكروا يوماً ماذا ستكون ردة فعل من يرى بأم عينيه موت عائلته؟…
هم أيّها الإخوة ينتفضون لحريتهم في أن يقولوا ما يشاؤون… ونحن ليس لنا الحرية أو الحق بالحياة…

فمن استفاد ومن خسر؟
أصبحت اليوم وبفضل غبائهم المحرر حجةٌ أكبر لمجاهدين…لا بل أصبحت أعدادهم أكبر…
هم خسروا المال ومحبة الناس، وأعطوا وقوداً للأصولية النامية في المنطقة وصار الشرخ أكبر بين الشرق والغرب…

وأنتم أيها العرب: لكم أقول “صح النوم” متمنياً من اللّه تعالى ألا تكون صحوة الموت…وأخيراً توحدتم حول قضيةٍ واحدة، كانت موجودةً أصلاً…
د. ساسين ميشال النبوت

ليست هناك تعليقات: