This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الأربعاء، آذار ٠٨، ٢٠٠٦

طرق الشمس




تلالٌ وهضاب من كلّ حدبٍ وصوب، ضهر نصّار إسمٌ حاولت جاهداً معرفة أصله وفصله، ولكن دون نتيجة… عقاريّاً تنهشه مجموعةٌ لا يستهان بها من القرى العكّارية، لكنه يقف فوق كلّ منها كماردٍ متسلّط متكبرّ…
بوصفٍ بسيط، هو أوّل التشكيلات الجبلية في عكاّر من جهة البحر، وهي تتمتع بروعةٍ فريدة. فمن يتخيّل معي الآن يظنّ أنّ أرض لبنان الحبيب الخارجة باندفاع من البحر منذ ملايين السنين، خارت قواها فتوقفت عند تلاله، ثم انحدرت مستجمعةً قواها لتنهض من جديد بعنفوانٍ لتشكّل جبال عكّار الشامخة…
ويمكن القول بأنّ ما تراه من على قمم هضابه أكبر الوديان في لبنان، إن لم نعتبر سهل البقاع وادياً… فقرى جبرايل، إيلات، ضهر الليسينة، رحبة والحواش نقاطٌ في بحره… في أعمق نقاطه يسيل نهر الحواش الآتي من نبع الحلزون في جبرايل، ليلتقي في الأفق مع مياه الجرود ليشكل نهر عرقة…
هناك تجلس فتخال نفسك على دائرةٍ تكاد لا تحصي أطرافها…
هناك لا تسمع إلا صوت النسمات… والعصافير… وصرخة المياه التي تجتاح النهر…
هناك تفتح أذنيك إلى أقصى الدرجات لتسمع ما لا تسمعه كلّ الوقت… الصمت…
هناك تمدّ ذراعيك فتلامس إحداها المتوسّط والأخرى نصاعة الثلوج…
هناك تفتح فاك فلا تخرج منك إلا أناشيد التعظيم لإله الأرض والسماوات…
هناك تنظر من حولك فلا ترى حدوداً لأراضٍ، والمؤكّد أنّك لا ترى شبر الأرض الذي تتقاتل لأجله مع أخيك…
هناك تجدني منتظراً شروق الشمس، ومعايناً غروبها… راسماً بعيناي طرقها في السماء… غير متعجّبٍ من اعتقاد القدماء بأنّ “الشمس تدور حول الأرض”…
هناك أجلس وأنا أعدّ الأيام بانتظار المجد الآتي قريباً…

ليست هناك تعليقات: