This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الجمعة، تموز ٠٨، ٢٠٠٥

لماذا؟...

كم مرّت عليّ من حالات تمنيت لو أنّ في يدي عصاً أزيح بها الظلم عن الناس... لو أنّ كلّ السلطة في يدي فأوقف الدموع في مآقي البشر...
وإن كنت قد كتبت اليوم ردّاً لما شعرت به وأنا واقف بلا حراك أمام إحدى زميلاتي التي حرمت جوراً من مركزٍ قضت أيّاماً وأيام حالمةً بالحصول عليه... وما إن حان موعد أخذه حتى تغيّر القانون ظلماً لمصلحة آخرين... ولم يُتح لها خيارٌ آخر، فدخلت في معركةٍ غير متكافئة كانت نتائجها محسومة سلفاً...

إنّي أؤمن بأنّ ما يحصل مع الإنسان وإن كان قد رأى مرحليّاً بأنه ليس لمصلحته، قد يكون الأفضل له على المدى البعيد...
لكن ما أرفضه هو أن يكون لناسٍ أن يأكلوا الحصرم ولغيرهم أن يـأكلوا البقول... ما أرفضه هو ظلم الناس...
لو أنّ كلًّ منّا يرى نفسه أولاً، ويصوّر لنفسه ما هو إحساس الأخ الواقف تحت رحمة قراره غير المسؤول، لكان كلّ شيءٍ بألف خير...
لكن أين هي اليوم هذه الأخوّة التي أتحدّث عنها؟... هذا الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين؟...
لماذا علينا أن نبكي؟...
أرجوكم، لا تقولوا لي أنّ اللّه هو الظالم... فكلّ قطرة دمع ذرفها إنسانٌ منذ آدم حتى اليوم هي من فعل إبليس، ومن فعل تعاون كلّ بشريٍ معه آثر حرق الآخرين لكي يبقى جاثماً على كرسيٍّ ما، ودوماً أعلى من أخيه الآخر... وليس هذا فقط ، بل الأخطر من ذلك التلذذ بالظلم، والنشوة من إغراق الآخرين... ربّما إثباتاً لنفوسهم بأنّهم العظمة بحدّ ذاتها، ناسين طبعاً الموت فساعة الحساب...

أرجوكم، لا تقولوا لي أنّه ليس هناك من أناسٍ مستضعفين تهدر حقوقهم على مدار الثواني في كلّ أقطار الأرض... خصوصاً في الأمكنة حيث ما من حسيبٍ ولا رقيب... حيث قوة القوانين البشرية تطبّق إستنسابيّاً...

وكي لا يكون كلامي موجّهاً للآخرين فإني أشمل وأنتقد نفسي في نفس الوقت...

هل سبق لواحدٍ منّا أن لامس الشعور بالذل والمهانة؟... هل سبق لأحدنا أن دُمّر أحد أحلامه؟... دُمّر أمام ناظره... أنا أكيد من الجواب بنعم...
ولكن، هل في كلّ مرّة سنحت لكنا الفرصة لتحقيق حلم أخٍ في الإنسانية، ساعدناه وقدّمنا كلّ ما لدينا؟... أم أنّنا في هذه الحالة نتنكّر ونصبح شركاء في الظلم؟... أنا أكيدٌ من أنً كلّاً منّا هو شريكٌ فيه وإن أزعج هذا الكلام كثيرين...
نعم، نحن شركاء حتى بصمتنا... خصوصاً بصمتنا...

ليست هناك تعليقات: