This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الجمعة، كانون الثاني ١٩، ٢٠٠٧

هيبة الدولة وحكم القانون


كما أنّ كلّ فردٍ من المجتمع يخطئ، فإنّ القيّمين على الدولة ليسوا آلهةً منزلين… الخطأ ليس بعيب أن تمّ إصلاحه، لكن إن تُرك ليتراكم مع الملايين من الأخطاء، لدرجةِ أنّ العمل الصالح يصبح ضرباً من الغباوة، نصبح في حالةٍ من المرض العضال المزمن، ونهاية الدولة تكون الموت (وإن لم يعجب البعض بهذه السوداوية)…

الساسة في بلدي فيهم كلّ شيء إلا السياسة… عندما تراهم عند الساعة الثامنة في النشرات، لا يختلف المشهد عليك كثيراً عمّا تراه قبل ساعة… فيلم مكسيكي… وكلّ واحدٍ منهم مثل واحدةٍ من الجميلات المغرومات بالبطل، يضربن بعضهنّ وينزعن شعرهنّ… لقد أخذته منّي أيتها الحقيرة، تباً لك… لن أدعك تسلبيه منّي… إنّه حبّي وحدي… وحدي أنا… ويجنّ الجمهور، كلّ بحسب قربته من بطلةٍ جميلة… وكلّ جميلة معها حق، لأنّها حاملٌ من البطل… ولا يعقل بأن تضحي لأجل أخرى…
والبطل في لبنان لمن لا يعرف كناية عن كرسي…
أخيراً وليس آخراً، اختار البطل واحدةً من الجميلات… فأمسكت به تحت راية هيبة الدولة… عفواً… هيئة الدولة… وراحت تضاجعه ليل نهار، ناسيةً أنّ عليها أن تنظف البيت وتطبخ للجائعين و… ولم تترك للجميلات الأخريات إلا الإنتقام…
فمرحباً بالثقافة… ثقافة الحقد… التفاهة… الكذب… اللامبالاة… والأخذ بالثأر…
أمّا حكم القانون السلام على اسمه… ما زال قابعاً على الورق منتظراً ليعرف نفسه إن كان قبعة، أو جراب، أو حذاء… أو مجرد نعل يدوس فيه حامله على من يعترضون طريقه…

لا شكّ أنّ الكثير من المجرمين تعطّلت أعمالهم في أيّام السلم الشكلي… وصلواتهم كانت ولا تزال تصدح استحضاراً لروح الحرب…
ليس بعيداً عن عيون الدولة، وبكلّ ثقة أمهرها باسمه: “يا زعيمي ويا عينيّي، سلّحني والباقي عليّ”… يافطة كبيرة تشقّ سماء البلد… ولينزلها من هو ابن أمّه وأبيه…
المجرمون يبحثون عن عمل… وصارت دعايتهم بجانب دعايات العطور وقرطاس والوادي الأخضر… فلمن يهمّه الأمر!

ومن وحي المناسبة، ألف مبروكٍ لنا جائزة نوبل للقصص الخيالية 2006… زيدت خصيصاً هذه السنة لأجل لبنان… ونالها الكتاب الصحفيين ومذيعو النشرات الإخبارية اللبنانية مجتمعين، وفاءًً لجهودهم الجبارة في إيصال أجمل المواضيع التي لا يمكن أن تخطر على بال… وتقديراً لتحقيقهم أكبر عدد مهاجرين من البلد…

قبل النهاية أتوّجه بالشكر لكلّ رؤساء الطوائف على ولائهم المطلق للإقطاعية، وعلى نسيان الله…
أمّا إلى الشعب ال”لبناميركيراني والسعوريسرائيلي” فأتمنى له عاماً سعيداً مليئاً بالسلام والمواطنية اللبنانية… آملاً أن ينتهي قريباً فيلم الألف “…” وشكراً…

ليست هناك تعليقات: