This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الاثنين، أيار ٠٨، ٢٠٠٦

أمسَكَت بيدي


لطالما سؤلت عن سبب إلتقاطي للقلم بشكلٍ غريب خلال الكتابة، ولم أكن أعرف لذلك جواباً سوى أنّ أمّي هي السبب، طبعاً دون تأفف… لم أجد عيباً في ذلك سوى اشتكاء الناس المستمر من خطّي البشع، الذي يزيد سوءً يوماً بعد يوم. لقد حاولت كثيراً تغيير ذلك، لكنّ محاولاتي باءت كلّها بالفشل…قد يكون ذلك غير مقنع، لكنّ السبب يعود إلى عهود الكتابة الحرفية الأولى، وكان ذلك في عمر السنتين، فقد تعلّمت الكتابة والكلام في آنٍ واحد، وبما أنّ الأولاد في مثل هذا العمر لا يستطيعون شدّ أيديهم لرسم الحروف، أخذت أمّي العزيزة ذلك على عاتقها، إلى أن تسلّمت زمام الأمور. لكنّ يدي احتفظت بنفس الوضعية، ومجرد محاولتي للكتابة بوضعيةٍ أخرى ينتج عنها ألمٌ في أصابعي وفي مفصل يدي.
لا أنكر ذلك، ففي الصفوف الأولى، كنت أجلس بقربها لنحيك سويّاً مواضيع الإنشاء، لدرجة أنّ معلّمة اللغة العربية كانت تندهش من فحوى المواضيع التي أنتجناها، ومن طرق الوصف… حتى أنّها كانت تتلذذ بقرائتها أمام رفاقي، قائلةً دوماً: ” أعرف أنّ هناك من يساعدك على ذلك، لكن بكلّ الأحوال، هذا شيءٌ جميل”.كانت الأيّام تتقدّم بسرعة، فتزايدت واجباتي المدرسية، وضئلت قدرة أمّي على قضاء وقتٍ طويلٍ لتعليمي مع قدوم أخوتي… وهي لم تتركني، بل كانت تقول: أنا بقربك عندما تحتاجني… فرُميت من العش، وحلّقت…
نعم، إنّ الموضع ليد أمّي لا يزال محفوظاً… وهذه ليست علامة ضعف، بل علامة فارقة أحملها معي، فأوقّع كلّ كتاباتي باسمي وبأسم حنان النبّوت، وهي أوّل معلّمةٍ لي…وهي لا تزال حتى اليوم تردّد على مسمع السائلين عمّن ورثت هذا… فتقول ليس من أحد، أعتقد أنّ هذا نتيجةٌ لعادةٍ إتّبعتها دون قصد خلال حملي… فقد كنت أقرأ له القصص، وما أن يغلبني النعاس يركلني برجليه لأنّه يريد معرفة المزيد…

ليست هناك تعليقات: