أغرق سيّد العالم البشرية في الخوف والظلام... ضاع كلّ شيء في قعر بحر الحياة... والناس صارت جثثاً هامدة، لا تسير إن لم تحرّكها تيارات باردة وساخنة...
إنه سيد العالم، الملك الزائف الذي أقنع الناس بالغوص في العمق، علّهم يجدون الحقيقة... لكن بقي له البعض على السطح... فلم يتوقف يوماً عن مصارعتهم... بينما كان ولا يزال كلّ منهم طافياً على نسرةٍ من خشب الصليب... فلا تلطمهم موجة إلا إذا كانت أقوى من سابقتها...
و الغارقون لم يتوقفوا نزولاً عند رغبة "ملكهم" عن دعوة "السطحيين الساذجين" إلى النزول... ولا يجيئهم إلا هذا الرد: شكراً... نحن نهوى لا بل ونتقن التزلج على الماء...
فيضحك أبناء الأعماق "الذين يعرفون معنى الحياة" قائلين: ستندمون لأنّكم لم تتلذوا...
ويردّ "السطحيون": من قال أنّنا لا نتلذذ...
فيردّ أهل الأعماق: ستأتون إلينا، وتكونون منّا عاجلاً أم آجلاً... ويردّ "السطحيون": أخطأتم التقدير... هذا غير ممكن... صحيحٌ أنّ كلاً منّا على نسرة صغيرة من خشبة الصليب، تتقاذفنا يمنةً ويسرةً، طلوعاً ونزولاً رياح سيّدكم العاتية... تلطّخ وجوهنا "المياه" فتعتقدوننا تعبين أو أنّنا نبكي... تتصوّرون أنّنا سنغرق لكن هذا غير ممكن...
نعم، كلٌّ منّا على نسرة، لكن كلّنا على الصليب، وكلّنا مع الصليب على ظهر المسيح... نذكّركم أنّ الخشب لا يغرق... والمسيح لا يغرق... فكيف نغرق نحن!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق