This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

السبت، حزيران ٢٤، ٢٠٠٦

العنصرية والتسلّط


قد يخال للقارئ في الوهلة الأولى أنّني سأهاجم الغرب أو البيض وظلمهم لكلّ الجنسيات البشرية…
فقد انطبعت فكرة العنصرية في أفكارنا ممّا قرأناه وشاهدناه أو سمعناه… وقد تحسّرت قلوبنا لما حصل مع الأفارقة الذين انهانوا وضربوا في كثيرٍ من الأحيان حتى الموت… لكنّنا لا نعرف عاهاتنا، تماماً كما قيل: يرى الوبرة في عين غيره ولا يرَ الخشبة التي في عينه…
فنحن الشعب الذي لا يعلوه أحدٌ، ما زالت تسمية الأسوَد لدينا عبد، وكلّ الخدم والحشم سيريلنكيات… كأنّ اللّه خلقنا ولم يخلق السود، أو كأنّ أهالي سيريلنكا والفليبين وأثيوبيا شعبٌ حقير يجب إذلاله وتسخيره…
عبادتنا للمظاهر تقتضي بأن نذهب إلى كلّ مكان واضعين خادمة على خصورنا الممشوقة، تحمل الأكياس والأغراض، بينما يفتح الأسياد أبواب السيارة بكبسة زرٍ من بعيد… أو تتأبّط أطفالهم وتعطيهم ما يحرموهم من الحنان… أو تجرّ إلى المنزل قارورة الغاز وقوارير المياه التي يتعدّى وزنها نصف وزنها الجسدي… بينما حضرة الرجل يتسلى بسبحة في يديه، والسيدة تقلّم أظافرها… وأولادهم يدفعونها يمنةً وشمالاً، دون أن يحقّ لها حتى التذمّر… والأتفه من ذلك، وهو أمرٌ مقزّزٌ فعلاً… عندما يزورون المطاعم، ويجلسون على الطاولات ليلتهموا كلّ ما تطاله أيدينا، بينما المسكينة تنتظر من بعيد… حاملة حقيبة السيدة الفخمة، وتحضر لسيدها أو سيدتها الهاتف النقّال الذي لا يتوقف دقيقة عن الرنين، وعندما توصله تتلقى كلّ أنواع الشتائم والإهانات لأنّها تأخرت قليلاً… وعندما ينتهون من الطعام يقدموا لها البعض مما فضل عنهم، فيحسّون بأنّهم أطعموا جائعاً، وأن لهم ملكوت السماوات…
وتلك السيدة الغبية، التي تريد أن تفاخر على نظيراتها الأغبى ببيتٍ يحتوي على ألف غرفة، لا تتوقّف عن ملاحقة الخادمة المسكينة، لأنّها تركت بعض الغبار على طاولةٍ لا يدخلها أحدٌ حتى أهل البيت… فتنال بعضاً من الضربات والوعيد، لأنّ هذه الغرفة كانت يجب أن تلمع، إذ أنّ المسيح الذي لا ولم يخطئ سيدخل هذه الغرفة على حين غفلة…
وذاك السيد الفارغ، المكشّر عن أنيابه في وجهها، لا يترك مناسبة دون أن يصرخ عليها أو يضربها، طبعاً فهي مخلوقة وضيعة وحضرته من سلالة الملائكة… وعند غياب السيدة، ينسى أصله وفصله ليتحرّش بها ويغتصبها، والويل الويل إن فتحت فاها لتقول آخ…
لو انتهت المصائب هنا كان لكلّ حادثٍ حديث… فما نهشه البيت من جسمها، يكمل عليه شباب الحيّ الأبطال، الذين يتباهون بأنهم غسلوها جيداً قبل أن يفعلوا فعلتهم… فهي طبعاً أقذر منهم بأشواط!…
وما إن تتكاثر الأخطاء التي ليس لها أيّ معنىً، والتي إن كان للسيد أو السيدة العظيمين قليل من الدماغ لعرفوا قيمة ما يعانيه هذا الشخص معهم، ولحملوا أو عملوا عنه القليل… لكن طبعاً هذا كلامٌ غير مقبول، فهي تأخذ منهم في كلّ آخر شهر ما يعادل مائة دولار… فهل يقبل هؤلاء أن يعملوا واحد بالمئة ممّا يجبرون المساكين على فعله بنفس السعر؟؟؟…
تتكاثر الأخطاء الغبية نعم، فيأتي الأمر العظيم بإعادتها إلى مكتبها، لأنّها باتت تضرّ أكثر ممّا تنفع… فينهال عليها الآخرون بالضرب والسباب لأنّها سوّدت صفحاتهم مع زبونٍ مهم… ولأنّها عاهرة فقيرة… نعم، كلّ هذا لأنّها فقيرة…
هل سأل أحدهم عن الأطفال المنتظرين في جهة أخرى من الأرض لهذه المسكينة؟ هل عرف أحدهم أنّها أمّ أو زوجة أو إبنة… أنّها لأجل الفاقة رضيت الذل والمهانة… لأجل العوز، ولكي لا تحرم أولادها من لقمة أتلفت نفسها…
هل نظر إليها أحدٌ يوماً كإنسان… هل شاهد أحدكم يوماً الدموع في عينيها؟
هل لهذه الدرجة صارت حياة الإنسان رخيصة، مائة دولار فتدوس إنساناً آخر برجليك…
هل ستذكر أنّ الدهر دولاب؟ أنّك قد تكون في الحضيض يوماً ما؟
لا تقولوا لي بيتنا كبير! صغّروه أو تحمّلوا مسؤوليته بأنفسكم…
لا تقولوا لي أعمالنا كثيرة، قلّلوها! حتى الآن لم يقنعني أحدٌ يمغزى تكديس الأموال…
نحن حقّاً شعبٌ مقزز… عنصري مقرف…نتهم الغرب بالقلوب المتحجرة بينما نحن مقالع لها…
لا يضيق في عيننا إلا تلك الحفنة التي ندفعها لهؤلاء المسكين، بينما نهدر أموالنا على كلّ تفاهةٍ في الحياة…
ألا يمكن مثلاً أن نقوم بإماتة، ونجمع ما نفكّر بإعطائها، ونرسلها لها شهرياً إلى بلدها، بينما تكون قرب أهلها وأولادها… فنحجز بذلك لنا بيتاً في السماء، بدل الجحيم الحتمي، لأنّه لمن لا يعرف: إنّ اللّه يسمع أنينهنّ…

معارك الشوق والحنين


قال كثيرون: حتى اليوم ما من أحدٍ عاش ولم تمر عليه عجلاتهما، ولم تمزّق قلبه سهامهما…
نقفل أبوابنا فيدخلان من الشبابيك… ننام فيلقي اتحادهما ظلاله على فراشنا… نغمض جفننا فينقضّان علينا مع كلّ صورةٍ أو مشهد أو صوتٍ يمرّ في بالنا… لا بل ويتسللان خلسةً مع كلّ لونٍ ورائحة…
من نحن لنقف في وجه قوّاتهما؟!… ففي أيدينا حجارة وحراب، وفي يديهما كلّ سلاحٍ فتّاك…
هما ليسا أعداءً ككلّ الآخرين، إذ أنّ فيهما الكثير من الخبث!… فمن ذا الذي يجرحك بطرف سيفه، ويبتهج حين يراك طريحاً، متمنيّاً لو يأتي الموت ويريحك من كلّ شيء…
اعتقد البعض منّا أنّ تقسية قلوبهم درعٌ واقٍ في وجهيهما، فانكسروا بكلّ سهولة عند أوّل مواجهة…
اعتقد آخرون أنّهم إن آمنوا بهما ومجّدوهما ينأون بأنفسهم، فاحترقوا فجأةً على مذبحهما… لماذا؟!
لأن الشوق والحنين مثل الشمس، إن كنت في جوفها، أو على سطحها، أو في أجوائها ستلتهب لا محالة…
قال الباقون: الشوق والحنين ينبعان منّا، هلمّ لنبن السدود ونوقف تدفقهما… فانهارت جدرانهم الهشّة بسبب جروح الماضي… وتهّددت حياتهم وحياة الآخرين بفيضاناتها…

لا شكّ أنّ الشوق والحنين منّا وفينا… فهما الروح في زهرة حياتنا، التي تتبدّل ملامحها، ويتغير رحيقها مع كلّ فصل… يولدان ويبقيان معنا… جذورهما في قلوبنا… وغذاءهما من كلّ ما نسحبه من الأرض ممزوجاً ببعض ما يسقط من السماء…
لكن نحن أوجدنا الأشواك لأنّنا نخاف المستقبل، مع أنّ السماء وغيوم آمالها لا تزال موجودة، والأرض لم تتوقّف يوماً عن العطاء…
كيف يعقل إذن أن يكون الشوق والحنين هما السيئين؟!…
ألسنا نحن من يرمي على الآخرين سبب ضعفنا؟
فما دخلهما إن كنّا أرضيين وهما سماويين؟!
ما ذنبهما إن كان حبّنا نفهمه امتلاكاً للأشياء والآخرين، وإن أضعنا قناعتنا في دهاليز أمراضنا النفسية؟!…

أجمل حكي


ما في إنسان مرق ، عم يمرق ، أو رح يمرق عها الأرض الأم إلّا ونطبع بقلبو جرح ، جرح حبّ أو محبّة ، جرح فراق ، جرح ظلم أو جرح وحدة ….
جرح دايماً حيّ لأنّو مرتبط بوجود حيّ …المحبّة صعبة تنعاش بس وحدا بتستحق تنعاش .
الحب صعب يخلق من المدى مراية لحب الّله اللي كلنا منتوق الو حتّى بدون ما نعرف ، بس وحدو هوّي هدف حياتنا …
المحبّة هيّ الّله والّله هوّي حبّ ومن ها المنطلق إنوجدت الحياة ، وعا هالأساس لازم نعيش …
هيك بيصير فينا نفهم إنّو قد ما غرقنا ببحور الحبّ منبقى نقطة ببحر حب الّله وقد ما حسّينا إنّا إنجرحنا وعم ننزف من آلام الحبّ بيبقى إحساس ورغم قيمتو بيبقى نسرة بخشبة صليب الرب …
هيدي حالة الديني الّلي مطلوب منّا نعلا فوقا ، نسمى ونتطهر عنار الحبّ حتّى نوصل لعمق المحبّة اللي بتحب وبتفرّح ، بتعطي وبتفهم ، بتقدّر وبتختفي ، بتعطي الطعام بوقتو …
إنشالله من خلال ها الكلمات كون عطيتك نقطة ماي بوقتها … يعني بحاجتها …
وبالنهاية بقلّك الله كبير ، سلموا ذاتك وتروك الباقي عليه …
وقبل ما إنهي اليمامة اللي حكيت عنّا بشعرك هيّ ذاتك ، هي اللي عمتحكي فيك وتكتب بأناملك .
وانشالله يوم من الإيام بصير إستحق طير ، والنضج والنضارة والدفء والمحبّة اللي حكيت عنن بيكونو جوانحي للأبد … حتى صير ملك الأبد …
By W7W

الجمعة، حزيران ٠٢، ٢٠٠٦

لا يبقى إلا الصوت

الطريق يجتاز عروق الحياة
المناخ الرحمي للقمر، بروعته
سيميت الخلايا العفنة
وفي الفضاء الخيماوي بُعيدَ شروق الشمس
الصوت فقط
ستمتصّه عناصر الزمن الدقيقة
لِمَ أتوقف؟
لِمَ أتوقف؟ لماذا؟
الطيور رحلت بحثاً عن اتجاهٍ أزرق
الأفق عمودي والحركة ينبوع
وفي أقاصي الرؤية
تدوم الكواكب مضيئة...
الأرض في الأعالي... تتبوأ التكرار
وآبار الهواء
تتحوّل إلى أنفاق التواصل.
نقاط العلام لمقياس الرحيل لا تغادر مدار الصفر
لِمَ أتوقف...؟
ترجمة عن الفارسية للشاعر فروغ فرخزاد

الخميس، حزيران ٠١، ٢٠٠٦

أين هو الشعب العظيم؟


منذ أوّل مرّة وطأت قدماي تلك التي أطلقوا عليها إسم محميات جبال القموعة، وأنا أسمع بالمصيبة تلو الأخرى… فما ألبث أتقدّم حتى أجد ورائي الجبال تحترق، وما رأيته أخضراً في زيارة أراه بنّياً في الرحلة القادمة… والشجرة التي عصت على النار قطّعوا أوصالها… إذ يبدو أنّ هؤلاء العظماء عندهم عقدة نقص من الصلع، فيرمون عقدتهم على كلّ ما يرون كي يحسّوا أنفسهم طبيعيين…
دعونا نتكلّم عن مجلس البيئة في القبيات… الدكتور أنطوان ضاهر، جوني حنّا، رودريغو زهر وكثيرين من المثقفين العكاريين والناشطين البيئيين ومحبّي الطبيعة أمثال الدكتور كلود وإيدي اسكندر… هؤلاء أيّها السادة من خيرة المثقفين والوطنيين الشرفاء، الذين يضحون بوقتهم وعملهم لإظهار الوجه الحقيقي للبنان، أو على الأقل الحفاظ على هذا الوجه ريثما يأتي من يعرف حقاً قيمة أرضه وما عليها…
لقد رفض هؤلاء الأبطال فكرة الحدود الوهمية بين المناطق والأديان، وكانوا من الأوائل الذي تخطّوا كنيسة الشنبوق (حدود القبيات من جهة الجبال على الطريق المؤدية إلى الهرمل الأبيّة)… فوصلوا على ظهور دراجاتهم وحتى على أرجلهم إلى القموعة وفنيدق، حتى جرود الضنيّة والقرنة السوداء… علّموا كثيرين من بلدتهم محبة الأرض، وأثبتوا للجميع جمالها الخلاق… فما هي مكافآتهم؟! تفضلوا واسمعوا…
حرمهم نواب المنطقة من كلّ غطاءٍ سياسي أو دعمٍ مادي… فتحرّكوا وحرّكوا معارفهم، فأمّنت لهم البطريركية المارونية دعماً ماديّاً من الفاتيكان… وكان المشروع النموذجي بتطويق كيلومتر مربّع من أرض التي يطلق عليها إسم محمية، بهدف دراسة بيئية معمّقة لطبيعة النباتات وسرعة نمو بذار الأشجار وغيرها… طبعاً وضع الشريط الشائك لمنع الماعز (الممنوع تربيته فعليّاً بحسب القانون اللبناني)… فما كان من الحكومة اللبنانية الموقرة إلا أن رفعت دعوى على مجلس البيئة القبيات ممثل بشخص رئيسه أنطوان ضاهر… لماذا؟ لأنهم يسيطرون ويعتدون على أملاكٍ عامة!!!.
سيّروا مسيرات درّاجة وأدخلوا رياضة التزلج للمرّة الأولى إلى الربوع العكارية… ونصيبهم كان تطاير الرصاص فوق رؤوسهم…
نجوا بأعجوبة من دعوى الدولة اللبنانية ضدّهم، فاستفاقوا في اليوم التالي ليروا اللهب قد أكل المحمية النموذجية… فضاع التعب والمال والأرض… والدراسة… وبقيت الشرائط الشائكة لتطوّق أرضاً سوداء… والدعوى في أدراج قوى الأمن ضد مجهول…
هذا الأسبوع كان لنا النصيب الأجمل… لقد أصبحت مقتنعاً بأنّ من يقطع شجرة بوسعه قتل بشري بكلّ برودة قلب…
إيدي اسكندر أحد أصدقائي، المتطوّع مجاناً في الدفاع المدني، خرج من منزله حاملاً كاميرته، غايته السير وتنشق هواء الغابات المحيطة بقريته… مسالمٌ ولا يحمل أيّ سلاح… أطلقت عليه مباشرةً رصاصتين اخترقت إحداهما جنبه، فسقط أرضاً… ولولا العناية الإلهية لكان فقد كلّ دمائه بعيداً عن كلّ عين… وهو اليوم في حالٍ خطرة في إحدى مستشفيات العاصمة حيث أجريت له عملية طارئة…
وعلى حسابه الشخصي لأنّ المتطوعين مجاناً في الدفاع المدني لا يستحقون عناية الضمان لأنهم لا يخدمون الأمة اللبنانية…
ماذا بعد؟
من التالي؟
قد أكون أنا في المرّة القادمة… أو أيٌّ من أصدقائي الآخرين… وسيكتب (إن كتب) في الصحف اللبنانية أنّه قُتل بينما كان يمارس هواية التصوير، وقد فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادث…
ولمن لا يعرف، عندما أتمشى هناك، لا أخاف من الحيوانات لأنّها غير موجودةٍ أصلاً… بل أخاف من شيءٍ آخر…
هذه القصة أكبر بكثير من حطّاب قطع شجرة كي يصنّع منها الفحم، ليرفع الجوع والبرد عن عائلته…
ما هو الذي يخيف هؤلاء من سيرنا في الغابة؟…
حسناً، أظنّ أنّه على الدولة المعظّمة لا سمح الله فتح تحقيق وتفتيش المنطقة بدقّة، وإطلاع الشعب على ماهية البيوت الصغيرة المخفية في عمق الغابات، وملاحقة آثار السيارات الرباعية الدفع في عمق الجبال، لأنّ المهربين والخارجين على القانون لا ولن يسلكوا الطريق الرئيسية حيث يتمركز الجيش اللبناني… لكن هل من يسمع؟!