ليس منذ زمنٍ بعيد، سجّلت السلطة اللبنانية إسمها في كتب التاريخ، كونها أوّل دولةٍ تتظاهر… لكن لم يعرف ضدّ من! ولن يعرف… ورغم ذلك بجّلتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية، التي انتشت من رحيق ثورة الأرز… وقالوا أنّهم يبتهجون لأجل وطنٍ كان ضائعاً ووجدوه… مما أدى إلى اكتشافها بالصدفة أنّها أكثرية…
بالأمس القريب نزل الناس إلى الشارع هرباً من فم الفقر الجائع الذي يلتهمهم الواحد تلو الآخر… فهاجمهم العالم… وصبّت وسائل الإعلام غضبها عليهم لأنّهم مسيّسين، وهدفهم خراب الوطن… ولأنّهم يعملون بناءً على توجيهات هلالية إقليمية…
هل تعرفون أجمل ما قالوا؟ المسلمين كانوا أكثرية في المظاهرة… من يسمعهم يعتقد أنّهم مشوا بين المتظاهرين وعدّوهم واحداً واحداً… لا بل واسجوبوهم كل واحد عن دينه وأصله وفصله… ما هو الهدف؟ القول للجنرال عون أنّه لا يمثل إلا نفسه… أم أكبر من ذلك أيضاً وبين السطور: أنتم أقليّة وصوتكم أو رأيكم لا يهمّنا؟!
هذا مجرّد إلهاء للناس عن الحقيقة المرّة… لا بل استظغار لعقولهم…إن كان هناك إنسانٌ جائعٌ لأنّه سرق وهدر حقّه، لا يوجّهه لا دين ولا سياسة ولا انتماء ولا أوامر… بل يرى كلّ شيء بعين ألمه…
وهنا السؤال لكل من تغيّر قرارهم قبل أيامٍ من الموعد، هل أحوالكم مختلفة عن أحوالنا، أم ضرائبكم أقلّ من ضرائبنا؟
نحن لا نريد رأس أحد… بل نريد وطناً… نريد السلام…
لا نريد أن نحكم بدون السنة، كما لا يستطيع السنة أن يحكموا بدون كلّ لبناني كائناً ما كانت طائفته…
نريد أن نصدّقكم وأن نثق بكم! فاعملوا على الأقل ما يفيد بدل المهاترات الإعلامية، ونعيق فرق الطبالين في آذاننا ليل نهار…
نريد دولة لكلّ اللبنانيين… دولة عادلة مع الجميع أكثرية كانو أم أقليّة…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق