This website is being formatted... please be patient until we finish our upgrading...

الأحد، أيار ٠٦، ٢٠٠٧

حوار الدموع




ما إن انتهيا من تناول الغذاء، ركبا السيارة سويّاً واتجها صوب الجبال…
قالت المرأة: إلى أين تأخذني اليوم؟
فقال: إلى مكانٍ جلست فيه كلّ يومٍ منذ صغري… هناك حلمت بك قبل أن أعرفك يا زوجتي العزيزة…
قبَّلتهُ بعيونها، في حين كانت المناظر الخلابة تفرض الصمت كي لا يضيّع اللسان تركيز العيون…
استمرّت السيارة بالصعود وكانت الطريق تزداد وعورةً…
قال لها: الحمدلله أنّ الطريق صعبة…
قالت: لماذا؟
قال: لو كانت جيّدة لما بقي لنا شجرة واحدة… نأمل أن تبقى الدولة غافلة عنّا…
قالت: لا تحمل همّاً… لن تذكرنا يوماً… مئة طلب مثل هذا الطلب…
فحجبت القهقهات بعضٌ من مظاهر الإكتئاب… ثم ساد الصمت من جديد…
ركنا سيّارتهما على جانب الطريق، ترجّلا ثمّ توجّها نزولاً صوب الوادي… لفحت وجهيهما الرياح الباردة، كما تبلّلت ثيابهما بسبب الغيوم التي يهنأ لها الارتياح على السفوح…
وصلا إلى الصخرة التي اعتاد الجلوس عليها والنظر إلى البعيد… إلى موقع يجبر كلّ بَشَريّ على النظر حتى وإن كان أعمىً…
ساد صمتٌ عميق لم يعكّره إلا حفيف بعض الأغصان، وصَفير الرياح في الوادي… وبدأت الدموع بالإنهمار… من عينيه أوّلاً، حتى أنّ الزوجة خالت حبّات المطر تتساقط على وجهه… وفي ثوانٍ انهمر المطر من عيونها أيضا… عانقها بشدّة… وبدأ حِوارُ قطراتِ الروح…
هل سنرى هذه الأرض من جديد؟
هل سترانا هي مرّة أخرى؟
كم سنشتاق لها؟! هل ستشتاق لنا؟
هل سنبقى نحن لتبقى هي؟ هل ستبقى هي ونحن مشتّتين؟!
ما إن لامست الدموع الأرض، حتى تكلّمت الأخيرة قائلةً: لا تخافوا ولا تحزننّ أرواحكم… كنت حُلُماً ولا أزال… ولن أموت ما دام على سطح هذه البسيطة من يحبّني، لأنّي لبنان ولأنّكم كذلك…

ليست هناك تعليقات: